كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

الحديث الخامس:
حديث عُقَيْلٍ، عَنِ الزهري، عن عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ ابنة أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ -وَهْو مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ- كَمَا تبَنَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زيدًا، وَكَانَ مَنْ تبَنَّى رَجُلاً في الجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوَرِثَه مِنْ مِيرَاثِهِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب:5] فَجَاءَتْ سَهْلَةُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ الحَدِيثَ.
ويأتي إن شاء الله في النكاح (¬1)، وكذا رواه أبو داود (¬2) والنسائي، وقال: هند بنت الوليد، وكذا سماها الزبير وخالفه مالك، فيما خرجه في "موطئه " من طريق الزهري أيضًا، عن عروة، عن عائشة، وسماها فاطمة بنت الوليد (¬3). وكذا قاله أبو عمر (¬4) تقليدًا لمالك. ولم يذكر ابن سعد ولا أبو عمر في الصحابة هند بنت الوليد، ولم يذكر ابن سعد مرة فاطمة بنت الوليد، بل ذكر عمتها فاطمة بنت عتبة، وأنها التي تزوج بها سالم (¬5).
قال الدمياطي: ولا أظنه صحيحا، وقد ذكر ابن منده في "الصحابة" عن أبي بكر بن الحارث عن فاطمة بنت الوليد أنها كانت بالشام تلبس الثياب من ثياب الخز، ثم تأتزر، فقيل لها: أما يغنيك عن الإزار، فقالت: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالإزار، وخالف ابن سعد
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (5088) باب: الأكفاء في الدين.
(¬2) أبو داود (2061)، "سنن النسائي" 6/ 63 - 64.
(¬3) "الموطأ" ص 374.
(¬4) "الاستيعاب" 4/ 455.
(¬5) "الطبقات الكبرى" 8/ 238.

الصفحة 88