كتاب مساجلة علمية حول صلاة الرغائب

قال: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)) أخرجه ابن ماجه (¬1) في سننه وله طرق صحاح (2).
وأخص من ذلك بما نحن فيه ما رواه الترمذي (3) في كتابه تعليقاً من حديث عائشة (4) رضي الله عنها ولم يضعفه (¬5) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى بعد المغرب عشرين ركعة، بنى الله له بيتاً في الجنة)) فهذا مخصوص بما بين المغرب والعشاء، فهو يتناول صلاة الرغائب من جهة أن اثنتي عشرة ركعة داخلة في عشرين ركعة، وما فيها من
¬__________
(1)
(¬2) يعني عند غير ابن ماجه مثل الدارمي وأحمد وغيرهما. انظر: أرواء الغليل رقم (405).
(3)
(4)
(¬5) هذا القول ان خلا من إيهام ما لا يجوز، فهو على الأقل مما لا طائل تحته، لأن عدم تضعيف الترمذي إياه لا يفيد تقوية له كيف والترمذي لو صرح بالتصحيح لوجب على أمثال المؤلف أن لا يبادروا إلى الاعتداد بتصحيحه لما عرف به من التساهل في ذلك، ولذلك قال الحافظ الذهبي: لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي. كيف والترمذي قد أشار إلى تضعيف الحديث بتصديره إياه بقوله (2/ 299): وقد روى ... فذكره بصيغة المجهول! ومع ذلك فهل يخفى على المؤلف أن ابن ماجه قد وصله في سننه رقم (1373) من طريق يعقوب بن الوليد المديني بسنده إلى عائشة، وأن يعقوب هذا من الكذابين الكبار كما قال الإمام أحمد؟!

الصفحة 17