كتاب مساجلة علمية حول صلاة الرغائب

قول من يكرهها فسبيله أن يتركها فحسب، لا أن يترك الصلاة من أصلها، وهكذا الأمر في تكرار السورة سواء بقي على الصلاة اسمها المعروف لبقاء معظمها، أو لم يبق، لكون المقصود إبقاء الناس على ما اعتادوه، ومن شغل هذا الوقت بالعبادة وصيانتهم من الترك لا إلى خلف، والله أعلم.
الثالث: ما فيها من التقييد بعدد خاص من غير قصد، وهذا قريب راجع إلى ما سبق الكلام عليه، وهو كمن يتقيد بقراءة سبع القرآن أو ربعه كل يوم وكتقييد العابدين بأورادهم التي يختارونها لا يزيدون عليها ولا ينقصون (¬1) والله أعلم.
الرابع: أن ما فيها من عدد السور والتسبيح وغيرهما مكروه (لإشغاله القلب) (¬2).
وجوابه أن ذلك غير مسلم وهو يختلف باختلاف القلوب وأحوال الناس.
¬__________
(¬1) هذا التقييد ان كان على سبيل التنظيم للعمل بحيث أنه لا تتخذ طريقة يلتزمها كل الناس، فلا شيء فيه لأنه لا يقصد به التقرب إلى الله تعالى، وأما ان انخذ طريقة، ووضعت في الكتب والتزمها الناس جميعا كبعض صيغ الصلوات والاوراد، مثل الصلاة المعروفة بالصلاة النارية بعدد (4444)! بحيث يظن أكثر الناس أنها مشروعة منقولة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يشك حينئذ عاقل في أن ذلك لا يشرع.
وإني لاعرف أحد المشايخ كان إذا سافر استصحب معه كتاب: دلائل الخيرات وفيه في كل يوم وظيفة، فكان أحيانا يفوته حزبه حزبه من القرآن، ولا يفوته ورده من الدلائل، فكنت أسأله عن ذلك فيقول: حزب القرآن يمكن قضاؤه في كل يوم، وأما ورد الدلائل فهو مخصص بيومه! أفليس هذا تشريع في الدين؟! فالله المستعان
(¬2) مابين القوسين كان بياضا في الأصل ولعل الكلام ما أثبتناه.

الصفحة 21