كتاب مساجلة علمية حول صلاة الرغائب

في سجودكم (¬1)، وقوله: ((سبوح قدوس)) وإن صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح أنه أفردها بدون سبحان ربي الأعلى، ولا أنه وظفها على أمته، ومن المعلوم أنه لا يوظف إلا أولى الذكرين، وفي قوله: ((سبحان ربي الأعلى)) من الثناء ما ليس في قوله: ((سبوح قدوس)) (¬2).
ومما يدل على ابتداع هذه الصلاة، أن العلماء الذين هم أعلام الدين، وأئمة المسلمين، من الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين، وغيرهم ممن دون الكتب في الشريعة، مع شدة حرصهم على تعليم الناس الفرائض والسنن، لم ينقل عن أحد منهم أنه ذكر هذه الصلاة ولا دونها في كتابه ولا تعرض لها في مجالسه. والعادة تحيل أن تكون مثل هذه سنة، وتغيب عن هؤلاء الذين هم أعلام الدين، وقدوة المؤمنين، وهم الذين إليهم الرجوع في جميع الأحكام من الفرائض والسنن، والحلال والحرام، وهذه الصلاة لا يصليها أهل المغرب الذين شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لطائفة منهم أنهم لا يزالون
¬__________
(¬1) رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه وغيرهم عن عقبة بن عامر بسند ضعيف كما بينته في: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل رقم (327)، ولذلك فلا يصح الاستدال به على ما ذكره المؤلف، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنواع من أذكار الركوع فأيها فعل المصلي أجزأه. انظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (91 - 93).
(¬2) من طبقات السبكي وفي الأصل نقص واضطراب.

الصفحة 9