كتاب كشف النقاب عما في «كلمات» أبي غدة من الأباطيل والافتراءات

من شهد لهم الناس وخبر الناس علمهم، وخدم الناس مذهبهم، من آلاف الناس المسلمون (! ) لا ناس لا يدرون ناسخ الحديث من منسوخه، ولا يدرون مفاهيم اللغة العربية على حقيقتها، فهذا التقليد يكون تقليدًا مذمومًا مشؤومًا، لأن الذي يفعل هذا ينتقل من النهار إلى الليل، ومن الضوء إلى الظلام، ومن الصواب إلى الخطأ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نأخذ العلم من العلماء الذين هم في أخلاقهم علماء، وفي سلوكهم علماء.

غمزه إياهم بأنهم مستغلون مستأجرون لنزعة (الوهابية)! وأنهم متمجهدون!
وفي حرية فكرهم علماء، لا يُسْتَغلون لدعوة أو نزعة ولا يستأجرون لجماعة أو تبعة، إنما هم مستقلون، لو راودهم السلطان أن يقولوا قولًا يكون في مصلحته لرفضوا السلطان وملكه، وقد وثقوا ونالهم العذاب مسرورين بذلك، وأذكر لكم رجلًا ليس كأبي حنيفة والشافعي ولكن من أتباعهم: شمس الأئمة السرخسي، إمام كان في القرن التاسع من الهجرة، كان في زمنه سلطان استأثر في الحكم، فأفتى الإمام السرخسي فتوى ضد السلطان فحبسه السلطان في البئر قريبًا من عشرين سنة، حبسه في البئر قريبًا من عشرين سنة (كذا مكررة) أو أكثر منها. فألف وهو في البئر محبوس، يأتيه طلبته هناك وهو في البئر، فيملي عليهم إملاء كما أقول هكذا من غير نظر في ورق، أو قراءة في كتاب أو إمساك بقلمه أو مسطرة (! ) إنما هو فيض علم منحه الله لذلك الإنسان أملى عليهم ستًّا وثلاثين مجلدًا، ترتفع عن الأرض بطول متر تمامًا، أملاها من صدره وهذا الإنسان على سعة علمه ما خرج عن تقليد أولئك

الصفحة 32