كتاب كشف النقاب عما في «كلمات» أبي غدة من الأباطيل والافتراءات

لها آخرون. وقال الشاعر:
ولست بناج من مقالة طاعن ... ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالمًا ... ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
وإذا كان الأمر كذلك فحسبي أنني سألتزم في ردي هذا حدود الشرع فلا أقابل الباغي بشيء من البغي، والباهت بشيء من البهت، وإنما سأصفه بما فيه كي يحذره الناس فلا يضلوا بضلاله، ولا ينحرفوا بانحرافه عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا سيما من كان منهم حديث صلة به، قد اغتر بمظهره ولا علم عنده بحقيقة أمره كما قال الشاعر:
لا يغرنْك صديق أبدًا ... لك في المنظر حتى تخبرُه
كم صديق كنت منه في عمى ... غرّني منه زمانًا منظره
كان يلقاني بوجه طلق ... وكلام كاللآلي ينشره
فإذا فتّشته عن غيبه ... لم أجد ذاك لوجد يضمره
فدع الإخوان إلا كل من ... يضمر الود كما قد يظهره
فإذا فزت بمن يجمع ذا ... فاجعلنه لك ذَخرًا تذخره

الصفحة 7