كتاب فضائح الصوفية

كذلك كتب كل كفرياته في كتاب ولم يكن شطحاً أو غلبة حال كما يقولون، فإن قال لك الصوفي: لقد تكلم هؤلاء بلغة لا نعلمها فقل له: لقد كتبوا كلامهم بالعربية وشرحه تلاميذهم وقد نصوا على ذلك. فإن قال: إن هذه لغة خاصة بأهل التصوف لا يعرفها غيرهم، فقل له: إن لغتهم هذه هي العربية وهم قد نشروها في الناس ولم يجعلوها خاصة بهم وقد حكم علماء المسلمين على الحلاج بكفره وصلب على جسر بغداد عام 309 بسبب مقالاته وكذلك حكم علماء المسلمين بكفر ابن عربي وزندقته، فإن قال لك الصوفي: لا أعترف بحكم علماء الشريعة لأنهم علماء ظاهر لا يعرفون الحقيقة. فقل له: هذا الظاهر هو الكتاب والسنة وكل حقيقة تخالف هذا الظاهر فهي باطلة وما الحقيقة الصوفية التي تدعونها؟ فإن قال لك هي شيء من الأسرار لا ننشره ولا نذيعه. فقل: فقد نشرتموه وأذعتموه وهو أن كل موجود في زعمكم هو الله وأن الجنة والنار شيء واحد وأن إبليس ومحمد شيء واحد وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله كما قال إمامكم وشيخكم الأكبر:
العبد رب ورب عبد يا ليت شعري من المكلف؟ ... إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أن يكلف؟

الصفحة 53