كتاب التوحيد وبيان العقيدة السلفية النقية

والأحياء يشفعون للميِّت إذا قاموا يصلون عليه بدعائهم له، كما في صحيح مسلم من حديث ابن عباس وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يموت فيقومون على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه» ، وكما في دعاء المصلين على الطفل المتوفى، فإنهم يقولون في دعائهم: "اللهم اجعله لوالديه فرطًا وأجرًا، وشفيعًا مجابًا"، فيسألون الله أن يقبل شفاعة هذا الفرط لوالديه، لا لأنهم يطلبون الشفاعة من الفرط نفسه؛ لأن الشفاعة ملك لله، قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: 44] .

الصفحة 41