كتاب إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة

من التابعين فسروا الآية بغير ما ذهب إليه المصنف في معناها, والعمدة على تفسيرهم لا على رأي المصنف ولا على رأي غيره من المتكلفين.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: حشر البهائم موتها, وحشر كل شيء الموت غير الجن والإنس فإنهما يوقفان يوم القيامة. رواه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه. وكذا قال عكرمة والضحاك: حشرها موتها.
وروى ابن جرير أيضا حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خثيم (وإذا الوحوش حشرت) قال: أتى عليها أمر الله. قال سفيان قال أبي فذكرته لعكرمة فقال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: حشرها موتها.
وروى ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. (وإذا الوحوش حشرت) قال يحشر كل شيء حتى إن الذباب ليحشر. قال ابن كثير: وكذا قال الربيع بن خثيم والسدي وغير واحد.
وقال قتادة في تفسير هذه الآية: إن هذه الخلائق موافية يوم القيامة فيقضي الله فيها ما يشاء. رواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم. وقال البغوي في تفسيره: (وإذا الوحوش) يعني دواب البر (حشرت) جمعت يوم البعث ليقتص لبعضها من بعض.

الصفحة 50