من طرق متعددة فَسَّرَ بعضها بعضًا، فالمراد من الحديث أنه عند انقضاء مائة سَنَةٍ من قول رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لن يبقى أحد مِمَّنْ كان موجودًا في عهده - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين قال هذا النبأ.
وقد استقصى العلماء من كان آخر الصحابة مَوْتًا فذكر الحافظ في " الفتح " أَنَّ أبا الطُفيل عامل بن واثلة آخر من مات من أصحاب رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّ وفاته كانت سَنَةَ مائة من الهجرة (¬4).
وكل ما في الأمر أَنَّ الرسول بَيَّنَ لأصحابه أنهم لن يعمروا كما عمر من
¬__________
(¬1) انظر " تأويل مختلف الحديث ": ص 99.
(¬2) " شرح النووي على مسلم ":16/ 90.
(¬3) [" السُنَّة ومكانتها في التشريع الإسلام " للدكتور مصطفى السباعي: ص 279، الطبعة الثالثة - بيروت: 1402 هـ - 1982 م، المكتب الإسلامي: دمشق - سوريا، بيروت - لبنان].
(¬4) " فتح الباري ": 2/ 75.