كتاب أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين ط إحياء الكتب العربية

- رأيت القرى منظومة ما بين دمشق والحيرة تخرج المرأة من الحيرة فلا تزود إلا رغيفاً (¬1) فتبسم خال وقال:
- هل لك من شيخك إلا عمله. خرفت والله يا عمرو. ثم أقبل على أهل الحيرة وقال: ألم يبلغني أنكم خبثة خدعة مكرة، فما لكم تتناولون حوائجكم بخرف (¬2) لا يدري من أين جاء؟ فتجاهل له عمرو وأحب أن يريه من نفسه ما يعرف به عقله، ويستدل به على صحة ما حدث به فقال:
- وحقك أيها الأمير إني لأعرف من أين جئت.
- فقال: من أين جئت.
- فقال عمرو: أقرب أم أبعد؟
- ما شئت.
- من بطن أمي.
- فأين تريد؟
- أمامي.
- وما هو؟
- الآخرة.
- فمن أين أقصى أثرك.
¬_________
(¬1) أي لأنهخا لا تعدم ما تأكله في طريقها لقرب القرى من بعضها مع المسافة بين دمشق والحيرة ولكرم الأهلين.
(¬2) برجل فاسد العقل لكبر سنه.

الصفحة 115