كتاب أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين ط إحياء الكتب العربية

المسلمين بل بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تاركا عياله وأولاده وأقام معه في الغار ثلاثة أيام؛ قال الله تعالى {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} . التوبة 41
ولما كانت الهجرة جاء رسول الله صلى الله عليه إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح، ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام (¬1) . وأن رسول الله لولا ثقته التامة بأبي بكر لما صاحبه في هجرته فاستخلصه لنفسه. وكل من سوى أبي بكر فارق رسول الله، وإن الله تعالى سماه (ثاني اثنين) .
قال رسول صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: هل قلت في أبي بكر شيئا؟ فقال: نعم. فقال: قل وأنا أسمع. فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد ... طاف العدوّ به إذ صعد الجبلا
وكان حِبّ رسول الله قد علموا ... من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: صدقت يا حسان هو كما قلت.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويجله ويثني عليه في وجهه واستخلفه في الصلاة، وشهد مع رسول الله بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان بالحديبية وخيبر وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك
¬_________
(¬1) راجع "الهجرة إلى المدينة" في كتاب محمد رسول الله للمؤلف صفحة 154.

الصفحة 12