كتاب الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

والباطل؛ فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!
{ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} 1، وبالتالي؛ يكون مصيره إلى النار وبئس القرار.
والعقيدة معناها: ما يصدقه العبد ويدين به.
فإن كانت هذه العقيدة موافقة لما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه؛ فهي عقيدة صحيحة سليمة، وتحصل بها النجاة من عذاب الله والسعادة في الدنيا والآخرة، وإن كانت هذه العقيدة مخالفة لما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه؛ فهي عقيدة توجب لأصحابها العذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
والعقيدة السليمة الصحيحة تعصم الدم والمال في الدنيا، وتحرم الاعتداء عليهما وانتهاكهما بغير حق؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل" رواه مسلم.
وهي - أيضا - تنجي من عذاب يوم القيامة؛ فقد روى مسلم عن جابر - رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لقي الله لا يشرك به شيئا؛ دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا؛ دخل النار"، وفي (الصحيحين) من حديث عتبان بن مالك - رضي الله عنه -: "فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله؛ يبتغي بذلك وجه الله".
والعقيدة الصحيحة السليمة يكفر الله بها الخطايا؛ فقد روى الترمذي وحسنه عن أنس - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك
__________
1 سورة الحج، الآية: 62.

الصفحة 10