كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى (اسم الجزء: 1)

في الدنيا، ورعا له فضائل حمة، شهد له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه (وسلم) بأنه "أصدق الناس لهجة وأقولهم بالحق وأنه في زهد عيسى بن مريم (¬1). توفى بالربذة (¬2) سنة احدى وثلاثين. وصلى عليه ابن مسعود. ثم مات بعده في ذلك العام.
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه الترمذى "المناقب" باب مناقب أبى ذر رضى اللَّه عنه (10/ 302 - 304) وابن ماجة "المقدمة" باب فضل أبى ذر (1: 55) وأحمد (2: 175، 223) والحاكم (3: 342) وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبى. ا. هـ، كلهم أخرجوه من حديث عبد اللَّه بن عمرو مرفوعا قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجة من أبى ذر" وقال الترمذى "وفى الباب عن أبى الدرداء وأبى ذر، وهذا حديث حسن". وقد أخرج أحمد (5: 197) (6: 442) حديث أبى الدرداء مرفوعا به. وأخرج الترمذى "المناقب" باب مناقب أبى ذر (10: 303) الحديث من حديث أبى ذر نفسه يرفعه قال: قال لى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء من ذى لهجة اصدق ولا أوفى من أبى ذر، شبه عيسى بن مريم" وفيه قال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه افتعرف ذلك له؟ قال: "نعم، فاعرفوه" وقال الترمذى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: "أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى بن مريم" ا. هـ
وأخرجه أيضا ابن حبان في موارد الظمآن (ص 560) من حديث أبى ذر نفسه به. وذكر الهيثمى هذا الحديث في مجمع الزوائد (9: 330) وقال أخرجه أحمد والطبرانى والبزار. باختصار ورجال أحمد وثقوا وفى بعضهم خلاف. ا. هـ. قلت: وعيسى بن مريم هو النبى المعروف المشهور عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
(¬2) الربذة: بفتح أوله وثانيه وذال معجمة مفتوحة، من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز، وبها قبر أبى ذر رضى اللَّه عنه.
انظر معجم البلدان (3: 24).

الصفحة 171