كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى (اسم الجزء: 1)
بشئ ولم كان يأتيه؟ ! وأما قول شعبه: تأخذ عن أبى الزبير وهو لا يحسن يصلى (¬1) فهذا تحامل لا يسلم صاحبه من الغيبة وقد حدث عنه شعبة بعد أن أخذ عنه. وأما قول ابن جريج: "ما كنت أظن أن أعيش حتى أرى حديث أبى الزبير يروى" (¬2) فهذا لم يشهد عليه بشئ يسقط حديثه. وقد حدث عنه جماعة من الائمة. وقد قيل: انهم إنما احتقروه لفقره. وقد كان عطاء بن أبى رباح يشهد له بالحفظ (¬3) وذكروا أنهم كانوا يقدمونه إلى جابر يحفظ لهم الحديث (¬4) وقد اثنى عليه عطاء وسليمان بن موسى (¬5). وأما قول الشافعى: "أبو الزبير يحتاج إلى دعامة" (¬6) فانه ذهب. في تضعيفه مذهب شيخه ابن عيينة بلا حجة. وأما قول أيوب: "نا أبو الزبير وأبو الزبير أبو الزبير" (¬7) فقد اختلفوا فيه. فقالوا: أراد بذلك ضغفه. وقالوا:
¬__________
(¬1) الجرح (4/ 75)، سير أعلام النبلاء (5/ 383) قاله شعبة لسويد بن عبد العزيز.
(¬2) الجرح (4/ 1/ 75).
(¬3) يذكر الذهبى تذكرة الحفاظ (1/ 126) "قال عطاء بن أبى رباح: كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا فكان أبو الزبير احفظنا للحديث. اهـ.
(¬4) يذكر أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1/ 7) والذهبى في سير أعلام النبلاء (5/ 381) وابن حجر في التهذيب (9/ 441) قال ابن عيينة عن أبى الزبير كان عطاء يقدمنى إلى جابر احفظ لهم الحديث. اهـ.
(¬5) هو الأموى الدمشقى، الاشدق، صدوق فقيه، في حديثه بعض لين وخلط قبل موته بقليل، من الخامسة. التقريب (1/ 331).
(¬6) يذكر ابن أبى حاتم: الجرح (4/ 1/ 76)، قال: (سمعت يونس بن عبد الاعلى قال: سمعت الشافعى يقول: "أبو الزبير يحتاج إلى دعامة وانظر سير أعلام النبلاء (5/ 383).
(¬7) في العلل ومعرفة الرجال (1/ 194). قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال أبى: وكان أيوب يقول: حدثنا أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير، قلت لأبى: كأنه يضعفه؟ قال: نعم.
الصفحة 648
1997