كتاب نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين

ينجيكم من عذاب اللَّه ما دمتم لا تخلصون لله، ولا تفردونه بالقصد والإرادة في عباداتكم بل تشركون معه نبيا أو صالحا أو شجرًا.
وبين لهم أقسام التوحيد: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، ووضح لهم أن اعتقاد توحيد الربوبية لا يكفي لدخول الإنسان في الإسلام، لأن المشركين السابقين يعتقدون هذا الاعتقاد، ولم يدخلهم في الإسلام، قال الله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} .
بل لا بد من توحيد العبودية، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال والأعمال، فالصلاة والصوم والزكاة والحج والطواف والنذر والخشية والرغبة والتوكل والذبح والاستغاثة كلها من أفراد العبادة. فمن نذر لغير اللَّه أو استغاث بغيره أو طاف بالقبور أو اعتقد بواسطتها ينال خيرا ونفعًا، أو أنها تقربهم إلى الله، فإنه بذلك الاعتقاد يكون مشركًا.
واستدل الشيخ على دعوته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الآية، وقوله: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} ،

الصفحة 59