كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

فهو مغفل أشبه بالبهائم، فكيف يرجى منهما أن يساعدا الدعاة إلى الله وهم رءوس المسلمين وحماة الإسلام، وقل أن يدخل أعداء الإسلام بلدة إلا ويبدءون بحصاد العلماء والمفكرين الإسلاميين، بل يوعزون إلى الحكومات التي تطيعهم بالقضاء على الدعوات، ويوهمونها أنّها تشكل خطرًا على المجتمع، وكذبوا، فالدعاة إلى الله دعاة إلى الله وليسوا دعاة فتن وإراقة للدماء، وإنما هم دعاة إصلاح يرون عملهم الذي يقومون به أرفع من الكراسي والمناصب، كما يقول الله سبحانه وتعالى: {ومن أحسن قولاً ممّن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنّني من المسلمين (¬1)}.
ويرون المناصب والمسلمون على هذه الحالة عذابًا على أصحابها، لكثرة الخيانات والطمع والانقلابات، ولا يرون أن أحدًا يشارك الدعاة إلى الله الجامعين بين العلم والعمل في الخير الذي هم فيه إلا من وفّق لمثل ما هم فيه: {يرفع الله الّذين ءامنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات (¬2)}.
فالعلم عندنا أرفع من الملك والرئاسة، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
هذا وأما حكام المسلمين نسأل الله أن يصلحهم فإنّهم في واد والدعاة إلى الله في واد، الحكام يهمهم المحافظة على كراسيهم، والدعاة إلى الله يهمهم إصلاح المجتمع والدفاع عن الإسلام، ويتقربون إلى الله بحماية الدين والذب عن حياضه أن يلوثها أعداء الإسلام، ويسألون الله أن يصلح حكام المسلمين فإنّهم قد ابتلوا بالدعاة إلى الله، وابتلي بهم الدعاة
¬_________
(¬1) سورة فصلت، الآية:33.
(¬2) سورة المجادلة، الآية:11.

الصفحة 10