كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيّه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيّئًا فهو عند الله سيّئ.
وهذا موقوف على عبد الله بن مسعود، وسنده حسن، وليس فيه حجة للمبتدعة الذين يجعلون بعض البدع حسنة لأمرين، الأول: أنه موقوف على عبد الله والموقوف ليس بحجة، الأمر الثاني: أن مراد عبد الله المسلمون الكمّل وهم لا يستحسنون تشريعًا من قبلهم، لعلمهم أن الله قد أكمل الدين كما قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا (¬1)}. وقوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به الله (¬2)}. وفتح باب الاستحسان أدى إلى التنافر والاختلاف والفرقة، فهذا يستحسن ما ينكره هذا، ولو كان الاستحسان شرعًا لأتى به كتاب أو سنة: {وما كان ربّك نسيًّا (¬3)}.
¬_________
(¬1) سورة المائدة، الآية:3.
(¬2) سورة الشورى، الآية:21.
(¬3) سورة مريم، الآية:64.

الصفحة 232