كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

العمرة قتال في المسجد الحرام وخارجه بالمسفلة واستظهر الترك على القواد وأدخل أمير الحاج خيله إلى المسجد الحرام وجعلها بالجانب الشرقي قريبًا من منْزله وأوقدت فيه مشاعله وأوقدت أيضًا مشاعل المقامات ودام الحال على ذلك إلى الصباح. وفي ضحوة يوم السبت سكنت الفتنة واطمأن الناس. وسبب هذه الفتنة أن أمير الحاج المصري أدب غلامًا للقواد على حمله السلاح بمكة لنهي الأمير عن ذلك فطلب مواليه أن يطلقه من السجن فأبى فكان من الفتنة ما ذكرناه فلما أطلقه سكنت الفتنة. ومات بسببها جماعة من الفريقين وكثر بسببها انتهاك حرمة المسجد الحرام لما حصل فيه من القتال والدم وروث الخيل وسمّرت أبوابه إلا باب بني شيبة والدريبة والمجاهدية.
ومنها: أن في هذه السنة أيضًا حصل خلاف في هلال ذي الحجة هل أوله الاثنين أو الثلاثاء؟ فحصل الاتفاق على أن الناس يخرجون إلى عرفة في بكرة يوم الثلاثاء تاسع ذي الحجة على مقتضى قول من قال إنه رئي بالإثنين وأن يقيموا بها ليلة الأربعاء ويوم الأربعاء ففعل معظم الناس ذلك ودفعوا من عرفة بعد الغروب ليلة الخميس إلى المزدلفة وباتوا بها إلى قرب الفجر، ثم رحلوا إلى منى بعد رحيل المحامل، والمعهود أنّها لا ترحل إلا بعد الفجر وكذا غالب الناس ففاتهم الفضيلة، وما تعرض لهم في سيرهم من عرفة إلى منى أحد بسوء مما علمناه لعناية أمير الحاج لحراستهم وتعرض الحرامية للحجاج المكيين وغيرهم عند مأزمي عرفة في توجههم إليها وحصل للحجاج هؤلاء قتل ونهب وعقر في جمالهم وحصل بمنى نهب كثير في ليلة الأربعاء وليلة الخميس.

الصفحة 35