كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

شريح العدويّ أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكّة: ائذن لي أيّها الأمير أحدّثك قولاً قام به رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للغد من يوم الفتح، فسمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلّم به، إنّه حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: ((إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي ساعةً من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشّاهد الغائب))، فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إنّ الحرم لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًّا بدم، ولا فارًّا بخربة، خربة بليّة.
ثم قال رحمه الله ص (46):باب لا ينفّر صيد الحرم.
حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا عبد الوهّاب، حدّثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إنّ الله حرّم مكّة فلم تحلّ لأحد قبلي، ولا تحلّ لأحد بعدي، وإنّما أحلّت لي ساعةً من نهار لا يختلى خلاها، ولا يعضد شجرها، ولا ينفّر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرّف)). وقال العبّاس: يا رسول الله إلاّ الإذخر لصاغتنا وقبورنا؟ فقال: ((إلاّ الإذخر)).
ثم قال رحمه الله: باب لا يحلّ القتال بمكّة. وقال أبوشريح رضي الله عنه عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا يسفك بها دمًا)).
حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد،

الصفحة 75