كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم النّحر بين الجمرات في الحجّة الّتي حجّ بهذا وقال: ((هذا يوم الحجّ الأكبر)) فطفق النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((اللهمّ اشهد))، وودّع النّاس. فقالوا: هذه حجّة الوداع.
قال البخاري رحمه الله (ج5 ص329): حدّثني عبد الله بن محمّد، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر. قال: أخبرني الزّهريّ. قال: أخبرني عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان يصدّق كلّ واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- زمن الحديبية حتّى إذا كانوا ببعض الطّريق قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّ خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين))، فوالله ما شعر بهم خالد حتّى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرًا لقريش، وسار النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتّى إذا كان بالثّنيّة الّتي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال النّاس: حل، حل، فألحّت. فقالوا: خلأت القصواء. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثمّ قال: والّذي نفسي بيده لا يسألوني خطّةً يعظّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها))، ثمّ زجرها فوثبت. قال: فعدل عنهم حتّى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرّضه النّاس تبرّضًا، فلم يلبّثه النّاس حتّى نزحوه، وشكي إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- العطش، فانتزع سهمًا من كنانته ثمّ أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالرّيّ حتّى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعيّ في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عيبة نصح رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من أهل تهامة فقال: إنّي تركت كعب بن لؤيّ وعامر بن لؤيّ نزلوا أعداد مياه الحديبية، ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادّوك عن

الصفحة 80