كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

البيت. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّا لم نجئ لقتال أحد، ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم مدّةً، ويخلّوا بيني وبين النّاس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه النّاس فعلوا، وإلا فقد جمّوا، وإن هم أبوا فوالّذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي، ولينفذنّ الله أمره)) فقال بديل: سأبلّغهم ما تقول.
قال: فانطلق حتّى أتى قريشًا قال: إنّا جئناكم من هذا الرّجل وسمعناه يقول قولاً فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا. فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرونا عنه بشيء. وقال ذوو الرّأي منهم: هات ما سمعته يقول. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدّثهم بما قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: أولست بالولد؟ قالوا: بلى. قال: فهل تتّهموني؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون أنّي استنفرت أهل عكاظ فلمّا بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى. قال: فإنّ هذا قد عرض عليكم خطّة رشد اقبلوها ودعوني آته. قالوا: ائته، فأتاه فجعل يكلّم النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نحوًا من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمّد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإنّي والله لأرى وجوهًا وإنّي لأرى أوشابًا من النّاس خليقًا أن يفرّوا ويدعوك. فقال له أبوبكر الصّدّيق: امصص بظر اللات، أنحن نفرّ عنه وندعه. فقال: من ذا؟ قالوا: أبوبكر. قال: أما والّذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال: وجعل يكلّم النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فكلّما تكلّم كلمةً أخذ بلحيته والمغيرة ابن شعبة قائم على رأس النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعه

الصفحة 81