كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

السّيف وعليه المغفر، فكلّما أهوى عروة بيده إلى لحية النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ضرب يده بنعل السّيف وقال له: أخّر يدك عن لحية رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر ألست أسعى في غدرتك؟! وكان المغيرة صحب قومًا في الجاهليّة فقتلهم وأخذ أموالهم، ثمّ جاء فأسلم. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أمّا الإسلام فأقبل، وأمّا المال فلست منه في شيء)) ثمّ إنّ عروة جعل يرمق أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعينيه.
قال: فوالله ما تنخّم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النّظر تعظيمًا له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنّجاشيّ، والله إن رأيت ملكًا قطّ يعظّمه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- محمّدًا، والله إن تنخّم نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدّون إليه النّظر تعظيمًا له، وإنّه قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها. فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه؟ فقالوا: ائته، فلمّا أشرف على النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((هذا فلان، وهو من قوم يعظّمون البدن فابعثوها له)) فبعثت له واستقبله النّاس يلبّون، فلمّا رأى ذلك قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدّوا عن البيت، فلمّا رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن قد قلّدت وأشعرت، فما أرى أن يصدّوا عن البيت، فقام رجل منهم يقال له: مكرز بن حفص فقال: دعوني آتيه.

الصفحة 82