كتاب الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

على شيء أبدًا. قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((فأجزه لي)) قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: ((بلى فافعل)) قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بل قد أجزناه لك. قال أبوجندل: أي معشر المسلمين، أردّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا، ألا ترون ما قد لقيت، وكان قد عذّب عذابًا شديدًا في الله. قال: فقال عمر بن الخطّاب: فأتيت نبيّ الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقلت: ألست نبيّ الله حقًّا؟ قال: ((بلى)) قلت: ألسنا على الحقّ، وعدوّنا على الباطل؟ قال: ((بلى)) قلت: فلم نعطي الدّنيّة في ديننا إذًا؟ قال: ((إنّي رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري)) قلت: أوليس كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: ((بلى فأخبرتك أنّا نأتيه العام))؟ قال: قلت: لا. قال: ((فإنّك آتيه ومطّوّف به)) قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبيّ الله حقًّا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحقّ، وعدوّنا على الباطل؟ قال: بلى.
قلت: فلم نعطي الدّنيّة في ديننا إذًا؟ قال: أيّها الرّجل إنّه لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وليس يعصي ربّه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنّه على الحقّ. قلت: أليس كان يحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنّك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنّك آتيه ومطّوّف به.
قال الزّهريّ: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً. قال: فلمّا فرغ من قضيّة الكتاب قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأصحابه: ((قوموا فانحروا، ثمّ احلقوا)) قال: فوالله ما قام منهم رجل حتّى قال ذلك ثلاث مرّات، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل على أمّ سلمة فذكر لها ما لقي من النّاس. فقالت أمّ سلمة: يا نبيّ الله أتحبّ ذلك، اخرج ثمّ لا تكلّم أحدًا منهم كلمةً حتّى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتّى فعل

الصفحة 84