كتاب الدر المنظوم من كلام المصطفى المعصوم صلى الله عليه وسلم
319 - وعن جَرِيرٍ قال: كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جلوسًا، فنظر إلى القمر ليلةَ أربعَ عشْرَةَ فقال: "إنكم سَتَروْنَ ربَّكُم كما ترَوْنَ هذا، لا تَضَامُّونَ في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا على صلاةٍ قبل طلوعٍ الشَّمْس وقبل غروبها فافعلوا" ثمَّ قرأ هذه الآية {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}.
¬__________
319 - تخريجه: أخرجه البخاري: كتاب مواقيت الصلاة - باب فضل صلاة العصر 2: 33 (554)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما 1: 439 (211)، وأبو داود: كتاب السُّنة - باب في الرؤية 5: 97 (4729)، والترمذي: كتاب صفة الجنة - ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى 4: 592 (2551)، والنسائيُّ في "الكبرى": كتاب الصلاة الأول - فضل صلاة الفجر 1: 176 (460)، وابن ماجه: المقدمة - باب فيما أنكرت الجهميَّة 1: 63 (177).
والآية من سورة طه (130).
معناه: "كما ترون هذا" قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" 4: 329: "وقد تخيل إلى بعض السامعين أن الكاف في قوله "كما ترون" كافُ التشبيه للمرئي، وإنما هو كاف التشبيه للرؤية، وهو فعل الرائي، ومعناه: ترون ربَّكم رؤية ينزاح معها الشكُّ وتنتفي معها المِرْيةُ، كرؤيتكم القمر ليلة البدر، لا ترتابون به، ولا تمترون فيه".
"لا تَضَامُّون" قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2: 59: "يروى =