كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

وانظروا أيضا إلى الافتراء على السلف الخيار من هذه الأمة ونسبة القول الباطل إليهم وهم براءة منه, وإنما هو من أقوال المتبعين لأهل الهيئة الجديدة المفتونين بتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة.
وقد نقض الصواف ما قرره في هذا الموضع من ثبات الشمس وتشبيهها بالمروحة السقفية الكهربائية بما قرره في صفحة 99 وصفحة 100 أن الشمس تسير في كل برج شهرا وأنها تقطع البروج كلها مرة في السنة.
ومن ذلك قوله في صفحة 67: أكتفي بهذا المقدار من النقل ولا أريد أن أسترسل إلا أني أود أذكر كيف أن العلماء تكلموا في الشمس والقمر وتكلموا في النجوم الثوابت والسيارات وقدروا الأبعاد بين الأرض والشمس وقدروا مقدار ضخامة الشمس عن الأرض وأن الشمس أكبر من الأرض بمليون وثلاثمائة وثمانية وعشرين ألف مرة. وأن الشمس تبعد عن الأرض بأربعة وثلاثين مليون فرسخ فرنسي. والخلاصة أنهم لم يتركوا بابا إلا طرقوه وسواء كانوا مخطئين في تقديراتهم أم مصيبين فإنهم اجتهدوا في علوم الكون وتكلموا فيها على حسب ما وصل إليه علمهم. وما صنعوا ذلك إلا بوحي من دينهم وأملا في خدمة هذا الدين الذي وهبوه كل شيء حياتهم وأموالهم وجهدهم وعلمهم وجهادهم وسهرهم وعرقهم في سبيل الوصول إلى الحقائق العلمية التي تدعو إلى الإيمان بالله العظيم. ورحم الله علماءنا الأعلام وجزاهم عما قدموا خير ما يجزي عاملا عن عمله.
ومن ذلك قوله في صفحة 71 يقول اللورد افبري: إن سطح القمر صحاري وقفار تتناهض فيها البراكين الخامدة وجباله ضخمة عظيمة يبلغ ارتفاعها 42 قدم بزيادة تقرب من 13 ألف قدم على أعلى جبل على سطح

الصفحة 299