كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} وقال تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}.
وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» رواه مالك وأحمد والشيخان وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد خالف الصواف ما ذكرنا من الآيات والحديث الصحيح حيث حشا كتابه من تخرصات الإفرنج وظنونهم الكاذبة, ولم يكتفِ بالمخالفة لما جاء عن الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بل ضم إلى ذلك الترغيب, فيما ذمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث زعم أن الكثير من الشباب اليوم في حاجة ماسة إلى كتابه وأمثاله من الكتب المشتملة على التخرصات والظنون الكاذبة, وهذا عين المحادة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الرابع: قد تقدم في أول الكتاب أحاديث كثيرة في الخوف من التصديق بالنجوم. والنهي عن النظر فيها. وعن مجالسة من ينظر فيها. والأمر بالإمساك إذا ذكرت. وأن من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله, فقد اقتبس شعبة من السحر. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وفيه «وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا». وحديث عمر رضي الله عنه بنحوه. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما «رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق».
وقد خالف الصواف جميع ما أشرنا إليه من الأحاديث التي سبق ذكرها

الصفحة 305