كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال النووي: سواء كان ذلك الهدي أو الضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقاً إليه. انتهى.
وروى الطبراني وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله».
ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور
فطن لكل مصيبة في ماله ... وإذا أصيب بدينه لم يشعر

فأما المودودي فقد ابتدأ كلامه بإطراء الصواف, ومجاوزة الحد في مدحه, وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على المداحين, وأمر أن يُحثى في وجوههم الترابُ. وقد ذكرت الأحاديث في ذلك قريبا عند ذكر مدح المحاسني للصواف, فلتراجع.
وفي كلامه أيضاً أخطاء كثيرة سأذكرها, واتبعها بالرد إن شاء الله تعالى.
فمن أخطائه قوله في رسالة الصواف: إنها قيمة.
والجواب أن يقال: هذا كلام لا يصدر إلا من رجل قد التبست عليه الحقائق حتى صار يرى الباطل في صورة الحق. وكيف تكون رسالة الصواف قيمة, وهو قد حشاها بتخرصات الإفرنج وظنونهم الكاذبة ورجمهم بالغيب عما لا يعلمونه. وفيها أيضا الشيء الكثير من القول على الله, وعلى كتابه

الصفحة 322