كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المسلمين بغير علم. وفيها أيضا تعظيم أعداء الله تعالى من الكفرة الفجرة والمبالغة في الثناء عليهم والدعاء لهم بالرحمة والرضا. فهي بلا شك رسالة تهور وجهل وضلال. ومن استحسنها ورأى أنها رسالة قيمة فأحسن الله عزاءه في علمه وعقله. ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:
يقضي على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسن

وأحسن من هذا وأبلغ قول الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}.
ومن أخطائه أيضا قوله في الصواف: إنه أقام بمكة؛ ليبلغ رسالة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
والجواب أن يقال: ليس الأمر, كما زعمه المودودي, فإن الصواف لم يقم بمكة؛ ليبلغ رسالة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها, وإنما أقام بها؛ ليأخذ المرتبات الضخمة لا غير.
ويقال أيضا: إن الصواف لم يبلغ رسالة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها, وإنما بلغ فيها ما يخالف الكتاب والسنة والإجماع من تخرصات فيثاغورس اليوناني وتخرصات أتباعه من فلاسفة الإفرنج المتأخرين وظنونهم الكاذبة ورجمهم بالغيب عن السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم, فهذا هو الذي نشره الصواف وبثه في مشارق الأرض ومغاربها وقد قال الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}.
ومن أخطائه أيضا قوله: إن الذي ورد في كتاب الله تعالى في بعض آياته

الصفحة 323