كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

أعداء الله وظنونهم الكاذبة على سكونها وثباتها أو ما يزعمه بعضهم من دورانها على محورها.
وكيف يترك الاستدلال على سكون الأرض, وثباتها بما أخبر الله به من إلقاء الرواسي فيها, وجعلها أوتاداً لها, وجعلها قرارا للمخلوقات. ويستدل على دورانها حول نفسها وحول الشمس بتخرصات أعداء الله وظنونهم الكاذبة {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}.
ولا يعرض عن كلام الله والاستدلال به على ما أخبر الله به عن الأمور الكونية, ويرى أن الحق فيما زعمه أعداء الله من تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة إلا من هو مصاب في دينه وعقله. اللهم إنا نعوذ بك من زيغ القلوب وانتكاسها.
ومن أخطائه أيضا قوله: إن القرآن لم ينتهج لذكره أسلوبا يصطدم مع علوم الإنسان في عصر من العصور اصطداماً صريحا يحول بين الإنسان, وبين إيمانه بالله تعالى وبكتابه ولأجل ذلك لم يصرح القرآن بصورة قاطعة من آية من آياته بدوران الأرض وثبوت الشمس أو ثبوت الأرض وجريان الشمس حولها.
والجواب أن يقال: أما العلوم الصحيحة من علوم الإنسان, فإن القرآن لا يصادمها وإنما يصادم الأقوال الباطلة والتخرصات والظنون الكاذبة.
ومن الأقوال الباطلة والتخرصات والظنون الكاذبة التي يصادمها القرآن ويشهد ببطلانها ما زعمه فيثاغورس اليوناني وتبعه عليه أهل الهيئة الجديدة من فلاسفة الإفرنج المتأخرين وما تخرصوه في قولهم: إن الشمس ثابتة وأن الأرض تدور حولها.

الصفحة 325