كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

به جهلة العصريين من حرية الفكر حتى فيما يتعلق بالإيمان والعقيدة. وهذا القول من أبطل الباطل.
والحق أن الإيمان والعقيدة مربوطان بعلم العصر النبوي, وهو علم الكتاب والسنة. وهذا العلم لا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة. قال الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وقال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}.
وما جاء في الكتاب والسنة من الأدلة على ثبات الأرض واستقرارها وأجمع المسلمون عليه لا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة. ومن قال بخلاف ذلك: فقوله باطل مردود عليه لمخالفته للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
وكذلك ما جاء في الكتاب والسنة من النصوص على جريان الشمس ودؤوبها في ذلك وأن الله سخرها لخلقه تأتي من المشرق كل يوم وتغرب في المغرب كل ذلك لا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة. ومن قال بخلاف ذلك فقوله باطل مردود عليه لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة وما كان عليه المسلمون في قديم الدهر وحديثه سوى من شذ عنهم في هذه الأزمان الأخيرة من أتباع أهل الهيئة الجديدة.
وكذلك ما جاء في القرآن من النص على أن الله تعالى زين السماء الدنيا بالمصابيح, وهي النجوم. وفي الآية من سورة الصافات: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} فهذه النصوص لا تتغير ولا تتبدل إلى يوم القيامة. ومن

الصفحة 338