كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

قال بخلاف ذلك من فلاسفة الإفرنج وأتباعهم من العصريين الذين يزعمون في أبعاد الكواكب ومقادير أجرامها ما يزعمون فأقوالهم باطلة مردودة عليهم لمخالفتها لنصوص القرآن.
وكذلك ما جاء في الكتاب والسنة من النصوص الكثيرة على إثبات السموات السبع وأن السماء بناء وسقف محفوظ مرفوع وأنهن شداد وأن لهن أبوابا وحجابا. كل ذلك لا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة. ومن قال بخلاف ذلك من فلاسفة الإفرنج وأتباعهم من العصريين الذين يزعمون أن السماء ليست بناء وإنما هي فضاء وجو سعته غير متناهية فأقوالهم باطلة مردودة عليهم لمخالفتها لنصوص الكتاب والسنة.
وكذلك ما جاء في الكتاب والسنة من النصوص على اتحاد كل من الشمس والقمر, فهي لا تتغير ولا تتبدل إلى يوم القيامة. ومن قال بخلاف ذلك وزعم أن هناك شموسا وأقمارا متعددة فقوله باطل مردود عليه لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة.
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة مما قامت عليه الأدلة من الكتاب والسنة وقال أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم بخلاف ذلك وقد ذكرت جملة منها في الصواعق الشديدة. ومنها كثير مفرق في هذا الكتاب.
والمقصود ههنا بيان أن الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع لا تتغير ولا تتبدل إلى يوم القيامة. وإنما التي تتغير وتتبدل في كل زمان هي الآراء والتخرصات والظنون الكاذبة. قال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} قال البغوي معناه لكن من رحم ربك فهداهم إلى الحق؛ فهم لا يختلفون. قال ومحصول الآية أن أهل الباطل مختلفون وأهل

الصفحة 339