كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

الحق متفقون, فخلق الله أهل الحق للاتفاق وأهل الباطل للاختلاف. انتهى.
وإذا علم هذا, فالواجب على المسلمين اعتقاد ما جاء في الكتاب والسنة, وما أجمع عليه المسلمون ونبذ ما خالف ذلك من أقوال الناس وآرائهم وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة وراء الظهر.
وقد سمى المودودي تخرصات أهل الهيئة الجديدة وظنونهم الكاذبة في السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم علما, وهذا من أكبر الخطأ ومن قبل الحقيقة فليست التخرصات والظنون الكاذبة بعلم, وإنما هي جهل وضلال, وقد قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} وقال: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وقال تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}.
وأما قوله أن الإنسان يضطر إلى أمرين هما أن يؤمن بالله تعالى, وينكر صحة العلم أو يفكر بالله تعالى ويؤمن بصحة العلم.
فجوابه أن يقال: قد ذكرنا أن تخرصات أهل الهيئة الجديدة وظنونهم الكاذبة في السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم ليست بعلم, وإنما هي جهل وضلال. ولا بد إذا من أحد أمرين: إما الإيمان بما جاء عن الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ورد ما جاء عن أهل الهيئة الجديدة من الجهل والضلال. وأما

الصفحة 340