كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

الإيمان بالجهل والضلال ورد ما جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. فليختر المرء ما يناسبه من إحدى الخطتين. فأما الجمع بينهما فغير ممكن.
وأما قوله: فإذا كان الإنسان القديم مسلما صحيح الإسلام على رغم قوله بثبوت الأرض كذلك لا شك في صحة إسلام الإنسان الحاضر على اعتقاده بدوران الأرض.
فجوابه أن يقال: إذا كنت لا تشك في إسلام من يقول بدوران الأرض, فغيرك قد يشك في إسلامه ولاسيما إذا قامت عليه الحجة بأن بلغته الأدلة الدالة على سكون الأرض واستقرارها وبلغه إجماع المسلمين على القول بوقوف الأرض وسكونها مقصورة على المخالفة والعناد, فهذا قد يشك في إسلامه لقول الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
وقد صرح بعض المحقين بتكفير من يقول بحركة الأرض ودورانها. وقد ذكرت ذلك في الصواعق الشديدة بعد ذكر الأدلة العقلية على ثبات الأرض واستقرارها, فليراجع هناك.
وأما قوله: ولذلك أنا أوافق رأي أخي محمد محمود الصواف
فجوابه أن يقال: بئس ما اخترت لنفسك من الموافقة على التخرصات والظنون الكاذبة التي تخالف مدلول الكتاب والسنة وإجماع المسلمين. وإنما يعود وبال هذه الموافقة عليك قال الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}.

الصفحة 341