كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

وأما قوله: صار القول بدوران الأرض من البديهيات التي لا ينازع فيها اليوم أحد.
فجوابه أن يقال: أما قوله إن دوران الأرض من البديهيات فذلك خطأ ظاهر. والصحيح المطابق للواقع أن يقال: إنه من التخرصات والظنون الكاذبة.
وأما زعمه أنه لا ينازع في ذلك اليوم أحد فهو خطأ ظاهر, لأن كل متمسك بالكتاب والسنة ينازع في ذلك وهم أسعد بالدليل من منازعيهم.
وأكابر العلماء عندنا في المملكة العربية السعودية كلهم على إنكار القول بدوران الأرض.
وقد حكى الشيخ عبد القاهر بن طاهر البغدادي - وكان في آخر القرن الرابع من الهجرة وأول القرن الخامس - في كتابه "الفرق بين الفِرق" إجماع أهل السنة على وقوف الأرض وسكونها.
وحكى القرطبي في تفسير سورة الرعد إجماع المسلمين وأهل الكتاب على ذلك. ولا عبرة بمن خالف الإجماع من العصريين المفتونين بتخرصات الإفرنج وظنونهم الكاذبة.
وأما قوله: أما الآيات التي يرى فيها منكر والدوران دليلا لهم كقوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} فليس فيها دليل, لأن (ماد) عند العرب بمعنى (مال) وهو باب معروف. والميلان حركة اضطرابية. والسير حركة انتقالية. فإذا نفى الله عنها الميلان فلا يفهم منه نفي الحركة الانتقالية بل ربما كان في الآية إشارة إلى مسيرها, لأن الآية دلت على أن الجبال مثل الثقل للأرض؛ لئلا تميد أي: تضرب في سيرها كالزورق إذا كان فارغا وضعوا فيه

الصفحة 347