كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

ثبت وسكن, فهو قار كاستقر وتقار وهو مستقر. انتهى.
الوجه الرابع أن الله تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} وفي هذه الآية الكريمة أوضح دلل على ثبات الأرض واستقرارها ولو كانت تسير وتدور على الشمس كما زعمه أعداء الله تعالى لكانت تزول من مكان إلى مكان, وهذا خلاف نص الآية الكريمة.
وقد روى ابن جرير بإسناد صحيح عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: من أين جئت؟ قال: من الشام قال: من لقيت؟ قال: لقيت كعبا قال: ما حدثك؟ قال: حدثني أن السموات تدور على منكب ملك قال: أفصدقته أو كذبته؟ قال: ما صدقته ولا كذبته قال: لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها كذب كعب إن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}.
وقال ابن جرير أيضا حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: ذهب جندب البجلي إلى كعب الأحبار, فقدم عليه ثم رجع فقال له عبد الله: حدثنا ما حدثك فقال: حدثني أن السماء فق قطب كقطب الرحا والقطب عمود على منكب ملك قال عبد الله: لوددت أنك افتديت رحلتك بمثل راحلتك ثم قال: ما تنكب اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} كفى بها زوالا أن تدور.
وروى ابن أبي خيثمة عن قتادة قال: بلغ حذيفة رضي الله عنه أن كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب كالرحى فقال: كذب كعب إن الله يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: إسناده حسن.

الصفحة 351