كتاب ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق

وقال ابن جرير: حدثنا بشير قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة. قوله {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} من مكانها.
فهذه أقوال السلف في معنى الآية الكريمة وردهم بها على من زعم أن السماء تدور. وبما قالوه في معنى الآية الكريمة يرد على من زعم أن الأرض تدور؛ لأن سياق الآية في السموات والأرض واحد. فإذا كانت الآية الكريمة دالة على ثبات السموات وعدم دورانها كما صرح به حبر الأمة ابن مسعود رضي الله عنه وصرح به أيضا حذيفة رضي الله عنه, فكذلك هي دالة على ثبات الأرض وعدم دورانها.
وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت. ورواه ابن جرير ولفظه قال عبد الله: والذي لا إله غيره ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين أنزلت.
والأدلة من القرآن على ثبات الأرض واستقرارها قد بلغت خمسة وعشرين وقد ذكرتها في أول الصواعق الشديدة, فلتراجع هناك.
الوجه الخامس: ما رواه الإمام أحمد والترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «لما خلق الله الأرض جعلت تميد, فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت».
وهذا نص في استقرار الأرض وسكونها.
والأدلة على ذلك من السنة قد بلغت ستة عشر حديثا. وقد ذكرتها في أول الصواعق الشديدة, فلتراجع هناك.

الصفحة 352