كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 22)

565/ 2 - "عَنْ أَبِى قَبِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخْلَّدٍ الأَنْصَارِىِّ، وَكَانَ زَادَ في بَعْثِ الْبَحْرِ، فَكَرِهَ الْجُنْدُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ مِصْرَ! مَا تَنْقِمُونَ مِنِّى؟ ! اعْلَمُوا أَنَّى خَيْرٌ مِمَّنْ يَأتِى بَعْدِى، وَالآخِر فَالآخِر".
(ش)، نعيم بن حماد في الفتن (¬1).
565/ 3 - "عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ قَالَ: وُلِدْتُ حِينَ قَدِمَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقُبِضَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ".
¬__________
= فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: لو أدركنى هذا لأسلم، فبكى أبى، فقلت: يا أبتاه ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية؟ فقال أبى: والله ما رأيت من مشرك خير من سويد.
قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار عن يعقوب بن محمد الزهرى عن شيخ مجهول. وهو مردود بلا خلاف.
(¬1) (مسلمة بن مخلد الأنصارى).
ترجم له ابن حجر في الإصابة ج 9/ ص 202، 203 رقم 7984 قال: مَسْلَمةُ بن مُخَلَّد بن الصامت بن نيار بن لوْذَان بن عَبدُود بن زيد، بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصارىّ الخزرجىّ، ويقال إنه زرقىّ، يكنى أبا سعيد، وذكره ابن السكن، وأبو نعيم، وغيرهما في الصحابة، وأخرج له أبو نعيم، ثم قال: إنه ولد سنة الهجرة، قال محمد بن الربيع، ولى إمرة مصر، وهو أول من جمعت له مصر والمغرب، وذلك في خلافة معاوية وصدر من خلافة يزيد بن معاوية، وتوفى بمصر سنة اثنتين وستين، قال ابن السكن: وهو أول من جعل على أهل مصر بنيان المنار (يعنى: منارات المساجد) ومخلّد أبوه، بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام، وأخرج محمد بن الربيع، من طريق ضمام بن إسماعيل، عن أبى قبيل، قال: بعث إلى حنظلة - يعنى أميرَ مصر - فقال شيخ: لو كان في جسدك للسَّوط موضع لضربتك؟ فقال أبو قبيل: ولم ذاك؟ قال: صرت كاهنا نقول: الآخر فالآخر شرّ، فقال له أبو قبيل: ليس أنا الذى قال هذا، إنما سمعت مسلمة بن مخلّد، وقال وكان زاد في بعث البحر فكره الجند ذلك، وهو على أعوادك هذه، يقول: يا أهل مصر! ما نقمتم مني؟ والله لقد زدت في مددكم وعددكم وقوّيتكم على عدوكم، واعلموا أنَّى خَيرٌ ممن بعدى والآخر فالآخر شرّ، وفى لفظ: والذى نفسى بيده لا يأتينكم زمان إلّا الآخرُ فالآخر شر، فمن استطاع منكم أن يتخذ نفقًا في الأرض فليفْعل".

الصفحة 102