كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 22)

كر (¬1).
570/ 27 - "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ. كَانَ عَمْرُو بْنُ العَاصِ حِينَ أَحَسَّ بِالطَّاعُونِ فَرِقَ فَرَقًا شَدِيدًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! تَبَدَّدُوا فِى هَذِهِ الشِّعَابِ وَتَفَرَّقُوا، فإِنَّه قَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمْرٌ مِنَ اللهِ لا أُرَاهُ إِلا رِجْزًا وطُوفَانًا، قَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسِنَة: قَدْ صَاحَبْنَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنْتَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِك، قَالَ عَمْرٌو: صَدَقْتَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: كَذَبْتُ لَيْسَ بِالطُّوفانِ وَلا بِالرِّجْزِ، وَلَكِنَّها رَحْمَةُ ربِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالِحينَ قَبْلَكُمْ، اللَّهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ النَّصِيبَ الأَوْفَرَ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ".
كر (¬2).
570/ 28 - "عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ الْوَفَاةُ بَكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: ما يُبْكِيكُمْ؟ قَالُوا: نَبْكِى عَلَى الْعِلْمِ الَّذِى يَنْقَطِعُ عَنَّا عِنْدَ مَوْتِكَ، قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالإِيمانَ مَكَانَهُمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامةِ، وَمَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا: الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، فَاعْرِضُوا عَلَى الكِتَابِ كُلَّ الكَلامِ، وَلا تَعْرِضُوا عَلَى شَىْءٍ مِنَ الكَلامِ، وَابْتَغُوا الْعِلْمَ عِنْدَ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِىًّ، فَإنْ فَقَدْتُمُوهُ فَابْتَغُوهُ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عَويْمِرٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَابْنِ سَلامٍ الَّذِى كَانَ يَهُودِيًا فَأَسْلَمَ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (هُوَ عَاشِرُ عَشَرَةٍ
¬__________
(¬1) أخرجه كنز العمال للمتقى الهندى ج 4/ ص 604، 605 برقم 11758 ويوجد بياض بالأصل والكنز بعد لفظ: (في الدنيا) وفى مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج 24/ ص 380 عن معاذ بن جبل بنحوه.
وانظر الحديث التالى له.
(¬2) يشهد له ما ورد في مصنف عبد الرزاق ج 11/ ص 149 كتاب (الجامع) باب الوباء والطاعون من حديث مطول شمل الحديث التالى لهذا.
وفى مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج 24/ ص 380 عن عبد الرحمن بن غنم ضمن حديث طويل.
وانظر ترجمة شرحبيل بن حسنة في تهذيب التهذيب ج 4/ ص 324، 325 برقم 558.

الصفحة 124