كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 22)

كر (¬1).
570/ 51 - "عَنْ مُعَاذ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا نَبِى اللهِ أَوْصِنِى، قَالَ: اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِى الْمَوْتَى، وَاذْكُرِ اللهَ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَمَدَرٍ، وَأُخَبِركَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِى اللهِ: قَالَ: هَذَا وَأَخَذَ بِطَرَفِ لِسَانِهِ، فَقَالَ مُعَاذٌ: هَذَا وَكَأَنَّهُ تَهَاوَنَ بِهِ، فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهمْ فِى نَارِ جَهَنَّمَ إِلا هَذَا؟ وَهَلْ يَقُولُ إِلا لَكَ وَعَليْكَ".
العسكرى في الأمثال (¬2).
570/ 52 - "أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى ثَلاثٌ: رَجُلٌ قَرَأَ كِتَاب اللهِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ عَلَيْهِ بَهْجَتَهُ وَكَانَ عَلَيْهِ رِدَاءُ الإِسْلَامِ أَعَارَهُ اللهُ إيَّاهُ اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَضَرَبَ بِهِ جَارَهُ، وَرَمَاهُ
¬__________
(¬1) الحديث في تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر 1/ 35 باب: (بيان أن الإيمان يكون بالشام عند وقوع الفتن) أورد الحديث مع اختلاف يسير عن معاذ بن جبل.
(¬2) يشهد له ما أخرجه الحافظ المنذرى في الترغيب والترهيب 4/ 343 أورد طرقا فيه: عن معاذ بن جبل من أوله إلى قوله: (ومدر) وزاد: (وإذ عملت سيئة فاعمل بجنبها الحسنة، السر بالسر والعلانية بالعلانية) وقال: رواه الطبرانى بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعًا بين أبى سلمة ومعاذ).
وفى شرح السنة للإمام البغوى طرق منه أيضًا 1/ 25، 26 ضمن حديث طويل عن معاذ بن جبل في كتاب (الإيمان) باب: بيان أعمال الإسلام وثواب إقامتها، من قوله: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأصبحت قريبًا منه وهو يسير فقلت: يا رسول الله أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى عن النار؟ قال: قد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره ... إلى قوله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبى الله، قال: فأخذ بلسانه، وقال: اكفف عليك هذا، فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم، أو قال: على متأخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وقال المحقق: هو حديث صحيح بطرقه وهو في سنن الترمذى رقم (619) في الإيمان باب ما جاء في حرمة الصلاة، ورواه أحمد 5/ 231 من حديث عبد الرزاق. ومختصرًا ص 236.

الصفحة 134