كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 22)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= النبى - صلى الله عليه وسلم - ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما، وقوله في وصف منطقه - صلى الله عليه وسلم - (إنه كان يفْتتح الكلام ويختمه بأشداقه) وذلك لرحب شدقيه، وعن الأصمعى، قلت لأعرابى، ما الجمال؟ فقال غثور العينين وإشراف الحاجبين ورحب الشدقين، فأما ما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - في المتشادقين فإنه أراد به - صلى الله عليه وسلم - الذين يتشادقون إذا تكلموا فيميلون بأشداقهم يمينا وشمالا ويتنطعون في القول.
وقوله: (أشنبُ) من الشَّنَبِ في الأسنان، وهو تحدد أطرافها.
وقوله: (دقيق المَسْرُبة) فالمسربة: الشعر المسْتدِق ما بين اللبة إلى السرة.
وقوله: (كأنَّ عُنَقَهُ - صلى الله عليه وسلم - جِيدُ دُقْية في صفاءِ القصة).
الجيد: العنق والدمية: الصورة شبهها في بياضها بالفضة.
وقوله: (بادن متماسك) البادنُ: الضخم، يريد أنه - صلى الله عليه وسلم - مع بدانته متماسك اللحم.
وقوله: (سواءُ البطن والصدر) يريد أن بطنه غير مستفيض فهو مساو لصدره، وصدره عريض فهو مساو لبطنه.
وقوله: (ضخم الكراديس) يريد الأعضاء.
وقوله: (أنور المتجرد) والمتجرّدُ: ما جرد عنه الثوب من بَدَنه وهو المجرد أيضًا وأنور من النور: يريد شدة بياضه.
وقوله: (طويل الزندين) الزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم، للزند رأسان: الكوع والكُرسوع.
فالكرسوع: رأس الزندِ الذى يلى الخنصر والكوع: رأس الزند الذى يلى الإبهام.
وقوله: (رحب الراحة) يريد واسع الراحة، وكانت العرب تحمد ذلك وتمدح به.
وقوله: (سائر الأطراف) يريد الأصابع أنها طِوَالٌ ليست بمنعقدة ولا متغضنة.
وقوله: (خمصان الإخمصين) الإخمص في القدم من تحتها وهو ما ارتفع عن الأرض في وسطها، أراد أن ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - مرتفع، وأنه ليس بأزج، وهو الذى يستوى باطن قدمه حتى يمس جميع الأرض.
قلت: وهذا بخلاف ما روينا عن أبى هريرة في وصف النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص.
وقوله: (مسيح القدمين) يعنى أنه ممسوح ظاهر القدمين فالماء إذا صب عليها مر عليها مرًا سريعا لاستوائهما وانملاسهما.
وقوله: (يخْطِوُ تكفيا ويمشى هَوْنًا) يريد أنه يَمِيدُ إذَا خطا، ويمشى في رفق غير مختال. =

الصفحة 223