كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 22)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= وقوله: (ذَريع المشية) يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية.
وقوله: (إذا مشى كأنما ينحط من صبَبٍ) الصبب: الإنحدارِ.
وقوله: (يسوق أصحابه) يريد أنه إذا مشى مع أصحابه قدمهم بين يديه ومشى وراءهم.
وقوله: (دمِثا) يعنى سهلا لينا.
وقوله: (ليس بالجافى ولا المُهين) يريد أنه لا يَجْفو الناس ولا يهينهم.
ويروى (ولا المهين) فإن كانت الرواية كذلك فإنه أراد ليس بالفظ الغليظ الجافى، ولا الحقير الضعيف.
وقوله: "ويعظم النعمة وإن دقَّت" يقول: لا يستصغر شيئا أوتيه، وإن كان صغيرا ولا يستحقره.
وقوله: "لا يذم ذواقا ولا يمدحه" يريد أنه كان لا يصف الطعام بِطيبٍ ولا بفساد وإن كان فيه.
وقوله: "أعرض وأشاح" يقال: أشاح: إذا جد، ويقال: أشاح إذا عدل بوجهه وهذا معنى الحرف في هذا الموضع.
وقوله: "يفتر" أى يتبسم، وحب الغمام، البَرَدُ: شبه ثغره به.
وقوله: "فيرد ذلك على العامة بالخاصة" يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله ذلك الوقت، ولكنه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التى تصل إليه فيوصلها إلى العامة.
وقوله: "يدخلون روادًا" يريد طالبين ما عنده من النفع في دينهم ودنياهم.
وقوله: "ولا يتفرقون إلّا عن ذوّاق" الذواق: أصله: الطعم ههنا، ولكنه ضربه مثلا لما ينالون عنده من الخير.
وقوله: "يخرجون من عنده أدِلة" يريد بما قد علموه فيدلون الناس عليه.
وقوله: "لا تؤبن فيه الحُرَمُ" أى لا تقترف فيه.
وقوله: "لا تنثى فلتاته" أى لا يتحدث بهفوة أو زله إن كانت في مجلسه من بعض القوم، قال نَثَوْتُ الحديث فأنا أنثوه: إذا أذعته، والفلتات جميع فَلتة وهو ههنا: الذلة والسقطة.
وقوله: "إذا تكلم أطرق جلساؤُه كأنما على رؤوسهم الطير" يريد أنهم يسكنون ولا يتحركون يغضون أبصارهم، والطير لا تسقط إلا على ساكن.
وقوله: "لا يقبل الثناء إلا من مكاف" يريد أنه كان إذا ابتدى بمدح كره ذلك وكان إذا اصطنع معروفا فأثنى به عليه مُثن وشكره قَبِل ثناؤه؛ وقال أبو بكر بن الأنبارى هذا غلط، لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبسط الكلام فيه وإنما المعنى أنه لا يقبلُ الثناءَ عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه فيكون مكافئا بثنائه عليه ما سلف من نعمة النبى - صلى الله عليه وسلم - عنده وإحسانه إليه. =

الصفحة 224