كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 22)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= وقال الأزهرى: معناه: إلا من مُقَارِب في مدحه غير مُجَاوِز به حدّ مثله ولا مقصر به عما رفعه الله إليه، ألا تراه يقول: (لا تُطُرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله) أخرجه البخارى في كتاب الأنبياء باب: قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} 16 مريم.
وفتح البارى 6/ 478 كما أخرجه الدارمى في الرقاق والإمام أحمد في مسنده (1/ 23، 24 و 47 و 55).
فإذا قيل: نبى الله ورسوله فقد وصف بما لا يجوز أن يوصف به أحد من أمته فهو مدح مكافئ له.
قلت: وقد يخرج قول القتيبى صحيحا فَإنّه كان يأتيه المسلم والكافر، ويثنى عليه البر والفاجر، فكان لا يقبله إلا ممن كان قد اصطنع إليه معروفا على الخصوص، والله أعلم.
قلت وقد روى صَبِيحُ بن عبد الله الفرغانى -وليس بالمعروف حديثا آخر في صفة النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأدْرج فيه تفسير بعض ألفاظه، ولم يبين قائل تفسيره فيما سمعنا، إلا أنه يوافِقُ جملة ما روينا في الأحاديث الصحيحة، والمشهورة، فرويناه والاعتماد على ما مضى:
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرناه أبو عبد الله: محمد بن يوسف المؤذن، قال: حدثنا محمد بن عمران النَّسَوِى قال حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا صبيح بن عبد الله الفرغانى قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أنها قالت.
كان من صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قامته: أنه لم يكن بالطويل البائن، ولا المشذب الذاهب، والمشذب: الطول نفسه إلا أنه المخفف، ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - بالقصير المتردد، وكان ينسب إلى الربعة. إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طالَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الربعة، ويقول: : نسب الخير كله إلى الربعة.
وكان لونه ليس بالأبيض الأمهق: الشديد البياض الذى تضرب بياضه الشهبة ولم يكن بالآدم وكان أزهر اللون، والأزهر: الأبيض الناصع البياض، الذي لا تشوبه حمرة ولا صفرة ولا شئ من الألوان.
وكان ابن عمر كثيرا ما ينشد في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نعت عمه أبى طالب إياه في لونه حيث يقول:
وأبيض يستسقى الغمامُ بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
ويقول كل من سمعه: هكذا كان - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد نعته بعض من نعته بأنه كان مُشرب حُمْرة، وقد صدق من نعته بذلك.
ولكن إنما كان المشرب منه حمرةً ماضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة. =

الصفحة 225