كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 22)

الذين حفظتَ بهم دينَك عن أهواء البدع المضِلَّة، والعوارض الطاغية المُخِلَّة؛ وعلى تابعيهم من جميع المحسنين إلى يوم الدين.
أما بعد، عبادَ الله، فأوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، وحفظِ حدودِ الله، ومراعاةِ حقوقِ الله، وتوخِّي رضا الله، وتجنُّبِ معاصي الله.
عبادَ الله، إنَّ تقوى الله هي الجُنَّة الواقية، والعُدَّة الوافية، والذخيرة الكافية، والحكمة الشافية، وسبب العفو والعافية. وإنَّ معصيةَ الله هي الداءُ العُضالُ، والمؤدِّيةُ إلى مهالك الأهوال.
ألا، وإنَّ حبَّ الدنيا هو الدَّاهية الدَّهْياء، والداء العَياء؛ فإيَّاكم من المعاصي، وعليكم بالتقوى، تنجوا من السعير، وتفوزوا بجنَّة المأوى.
ابنَ آدم، إلى متى لا تزال مكبًّا على الذنوب، غارقًا في أمواج العيوب، سابحًا في بحار الغفلة، كأنك قد تيقَّنتَ الخلود، أم تيقَّنتَ أنَّك بعد الموت تعود!
ألم تعلم ما في جهنَّمَ ذاتِ الوَقود، من السلاسل والقُيود، وما فيها من الحيَّات والعقارب السُّود، بعد أن تلقَى من عذاب القبر أهوالًا، ومن حال البرزخ أوجالًا، فلعلك عند الحساب لا تطيق مقالًا، ولا تجد في المقام مجالًا، بعد أن تعلمَ ما كنتَ عليه زورًا ومحالًا؛ فمن الذي يقوم عنك جدالًا، أم مَن الذي يقضي عنك ولو عِقالًا؟
هيهات هيهات للنجاة يومئذ إلا بخالصِ الأعمال، وحسنِ الأحوال، وصفاءِ القلوب، وقلةِ الذنوب.
ويحك! حتَّامَ تسوِّف بالتوبة، وتعِد نفسَك بالأوبة، وأنت لا تجهل أنَّ الموتَ مُفاجيك، ومسوِّفُك مُداجيك، وأجلُك مناجيك؟

الصفحة 10