كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 22)
ولا تستهوِكَ الدنيا لِزُورها، وتَستَمِلْكَ بغُرورها؛ فإنَّك إذا فكَّرتَ في تقلُّبها علمتَ أنه لا فرقَ بينها وبين أضغاثِ الأحلام.
الحديث: عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: "إذا كانت ليلةُ النصف من شعبان فقُوموا ليلها، وصوموا يومَها؛ فإنَّ الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا مِن مستغِفرٍ، فأغفرَ له؟ ألا مسترزقٌ فأرزقَه؟ الا مبتلًى فأعافيَه؟ ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر" (¬١).
[و] (¬٢) عن عمرو بن ميمون الأوْدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لرجلٍ وهو يعظُه: "اغتَنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شبابَك قبلَ هرَمك، وصحتَك قبلَ سَقَمِك، وغِناك قبلَ فقرِك، وفراغَك قبلَ شغلِك، وحياتك قبلَ موتِك" (¬٣).
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تزول قَدَما ابنِ آدم يوم القيامة حتى يُسأل عن خمسٍ: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علِمَ" (¬٤).
---------------
(¬١) تقدم تخريجه في الخطبة (٣٦).
(¬٢) أضاف المؤلف الحديث السابق في الحاشية مع الإشارة إلى موضعه بعد كلمة "الحديث"، ثم نسي أن يضيف واو العطف هنا.
(¬٣) تقدم تخريجه في الخطبة (٧).
(¬٤) أخرجه الترمذي (٢٤١٦) وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه. وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد". ثم أخرجه عن أبي برزة (٢٤١٧) وقال: هذا حديث حسن صحيح.