كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 22)

يفضحَه بها في بيته" (¬١).
وكا [ن يقول]: "لا تؤذوا المسلمين، ولا تتَّبِعُوا عوراتهم، ولا تعيِّروهم؛ فإنَّ من تتبَّع عورةَ أخيه المسلم تتبَّعَ اللهُ عورتَه، ومن تتبَّعَ اللهُ عورتَه [يفضَحْه ولو في جوفِ رَحْله] " (¬٢).
وكان يقول: "اذكروا محاسنَ موتاكم، وكُفُّوا عن مساويهم. وإنَّهم قد أفضَوا إلى ما قَدَّموا" (¬٣).
وأحرِّضكم ــ أيها الناس ــ على أداء الزكو [ات. قال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ] الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: ١٨٠].
وكان صلَّى الله وسلَّم [عليه يقول]: "إن الله تعالى فرضَ على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسَعُ فقراءَهم، ولن يُجهَد الفقراءُ إذا جاعوا وعَرُوا إلا بما يصنع أغنياؤهم. ألا، و [إنَّ الله يُحاسِبُهم] حسابًا شديدًا، ويعَذِّبُهم عذابًا أليمًا" (¬٤).
---------------
(¬١) أخرجه ابن ماجه (٢٥٤٦) من حديث ابن عباس. وحسَّن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب" (٣٣٨٨).
(¬٢) أخرجه الترمذي (٢٠٣٢) من حديث ابن عمر. وقال: حديث حسن غريب.
(¬٣) قوله: "وإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا" من حديث عائشة أخرجه البخاري (١٣٩٣). وما قبله حديث ابن عمر أخرجه أبو داود (٤٩٠٠) والترمذي (١٠١٩) وقال: حديث غريب. سمعت محمدًا يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث.
(¬٤) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٣٥٧٩) و"الصغير" (٤٥٣) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقال: تفرد بن ثابت بن محمد الزاهد. قال الهيثمي في "المجمع" (٤٣٢٤): قلت: ثابت من رجال الصحيح، وبقية رجاله وثقوا وفيهم كلام.

الصفحة 173