• حديث عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: أتى الحارث بن خزمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى عمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدري، والله إني أشهد لسمعتها من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وعيتها وحفظتها، فقال عمر: وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة.
سلف في مسند الحارث بن خزمة، رضي الله تعالى عنه.
١٠١٤٩ - عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
«كان إذا نزل على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم الوحي، يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة، ورفع يديه، فقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، ثم قال: لقد أنزلت علي عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ علينا: {قد أفلح المؤمنون}، حتى ختم العشر آيات» (¬١).
أخرجه أحمد (٢٢٣). والتِّرمِذي (٣١٧٣ م) قال: حدثنا محمد بن أبان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (١٤٤٣) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
⦗٤٠٩⦘
ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، ومحمد بن أبان، وإسحاق) عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرني يونس بن سليم، قال: أملى علي يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، فذكره.
- قال التِّرمِذي: هذا أصحُّ من الحديث الأول، سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْري، هذا الحديث.
قال أَبو عيسى: ومن سمع من عبد الرزاق قديمًا، فإِنهم إِنما يذكرون فيه: «عن يونس بن يزيد»، وبعضهم لا يذكر فيه: «عن يونس بن يزيد»، ومن ذكر فيه: «عن يونس بن يزيد»، فهو أَصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث: «يونس بن يزيد»، وربما لم يذكره، وإِذا لم يذكر فيه يونس، فهو مُرسَل.
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد.