• أخرجه ابن حبان (١٣٨٣) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن العسرة، قال:
«خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا، أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء، فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أَبو بكر الصِّدِّيق: يا رسول الله، قد عودك الله في الدعاء خيرا، فادع لنا، فقال: أتحب ذلك؟ قال: نعم، قال: فرفع يديه صَلى الله عَليه وسَلم فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة، فسكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر».
- ليس فيه: «عتبة بن أبي عتبة» (¬١).
---------------
(¬١) قوله: «عن عتبة بن أبي عتبة» لم يرد في المطبوع من «صحيح ابن حبان»، وهو ثابت في «السنن الكبرى» للبيهقي ٩/ ٣٥٧، إذ أخرجه من طريق حَرملة بن يحيى، وهو طريق ابن حبان، والله أعلم.
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس.
حدث به ابن وهب عنه، واختُلِف عنه؛
فرواه أحمد بن صالح، ويونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب بهذا الإسناد.
وخالفهم يعقوب بن محمد الزُّهْري، فرواه عن ابن وهب، ولم يذكر في الإسناد عتبة، جعله عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع بن جبير.
والقول فيه قول من ذكر عتبة بن أبي عتبة، وهو عتبة بن مسلم. «العلل» (١٢٧).
١٠١٧٠ - عن جويرية بن قُدَامة، قال: حججت، فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرة، أو
⦗٤٤٣⦘
نقرتين ـ شعبة الشاك ـ فكان من أمره أنه طعن، فأذن للناس عليه، فكان أول من دخل عليه أصحاب النبي صَلى الله عَليه وسَلم ثم أهل المدينة، ثم أهل الشام، ثم أذن لأهل العراق، فدخلت فيمن دخل، قال: فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا، قال: فلما دخلنا عليه، قال: وقد عصب بطنه بعمامة سوداء، والدم يسيل، قال: فقلنا: أوصنا، قال: وما سأله الوصية أحد غيرنا، فقال: عليكم بكتاب الله، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، فقلنا: أوصنا، فقال: أوصيكم بالمهاجرين، فإن الناس سيكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار، فإنهم شعب الإسلام الذي لجأ إليه، وأوصيكم بالأعراب، فإنهم أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بأهل ذمتكم، فإنهم عهد نبيكم، ورزق عيالكم، قوموا عني، قال: فما زادنا على هؤلاء الكلمات.
قال محمد بن جعفر: قال شعبة: ثم سألته بعد ذلك، فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب، فإنهم إخوانكم، وعدو عدوكم (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (٣٦٢).