كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 22)

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن عمر بن الخطاب، أنه قال على المنبر: رأيت في المنام كأن ديكا نقرني ثلاث مرات، أو نقرني ثلاث نقرات، فقلت: أعجمي، وإني قد جعلت هذا الأمر بعدي إلى هؤلاء الستة، الذين قبض رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو عنهم راض: عثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، فمن استخلف فهو الخليفة» (¬١).
- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، أن عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم الجمعة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وذكر أبا بكر، ثم قال: رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي، رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين، قال: وذكر لي أنه ديك أحمر، فقصصتها على أسماء بنت عُميس، امرأة أَبي بكر، رضي الله عنهما، فقالت: يقتلك رجل من العجم، قال: وإن الناس يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه، وخلافته التي بعث بها نبيه صَلى الله عَليه وسَلم وإن يعجل بي أمر، فإن الشورى في هؤلاء الستة، الذين مات نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو عنهم راض، فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وإني أعلم أن أناسا سيطعنون في هذا الأمر، أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، أولئك أعداء الله الكفار الضلال، وايم الله، ما أترك فيما عهد إلي ربي فاستخلفني شيئًا أهم إلي من الكلالة، وايم الله، ما أغلظ لي نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم في شيء، منذ صحبته، أشد ما أغلظ لي في شأن الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: تكفيك آية الصيف، التي نزلت في آخر سورة النساء، وإني إن أعش فسأقضي فيها بقضاء، يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ، وإني أشهد الله على أمراء الأمصار،
---------------
(¬١) اللفظ للحميدي (٢٩).
أني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم، ويبينوا

⦗٤٤٩⦘
لهم سنة نبيهم صَلى الله عَليه وسَلم ويرفعوا إلي ما عمي عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم والبصل، وايم الله، لقد كنت أرى نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم يجد ريحهما من الرجل، فيأمر به فيؤخذ بيده، فيخرج به من المسجد، حتى يؤتى به البقيع، فمن أكلهما لا بد فليمتهما طبخا، قال: فخطب الناس يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء» (¬١).
- في رواية أبي يَعلى (٢٥٦) وابن حبان ذكرا الحديث بطوله وفيه: «وما أغلظ لي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في شيء، أو ما نازلت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في شيء مثل آية الكلالة، حتى ضرب صدري، وقال: يكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ؛ هو ما خلا الأب، كذا أحسب» الحديثَ.
- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة، قال: قال عمر: ما سألت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عن شيء، أكثر مما سألته عن الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء» (¬٢).
- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري؛ أن عمر بن الخطاب قام يوم الجمعة خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم وهذا البصل، ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله، يوجد ريحه منه، فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع، فمن كان آكلهما لا بد فليمتهما طبخا» (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (٨٩).
(¬٢) اللفظ لأحمد (١٧٩).
(¬٣) اللفظ لابن ماجة (٣٣٦٣).

الصفحة 448