كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 22)

١٠١٨٤ - عن أَنس بن مالك، رضي الله عنه، أنه سمع خطبة عمر الآخرة، حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي صَلى الله عَليه وسَلم فتشهد وأَبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يك محمد صَلى الله عَليه وسَلم قد مات، فإن الله، تعالى، قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به، هدى الله محمدا صَلى الله عَليه وسَلم وإن أبا بكر صاحب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر.
قال الزُّهْري، عن أَنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأَبي بكر يومئذ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامة (¬١).
- وفي رواية: «عن أَنس بن مالك؛ أنه سمع خطبة عمر، رحمه الله، الآخرة حين جلس على منبر النبي صَلى الله عَليه وسَلم وذلك الغد من يوم توفي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: فتشهد عمر، وأَبو بكر صامت لا يتكلم، ثم قال عمر: أما بعد، فإني قلت مقالة، وإنها لم تكن كما قلت، وإني والله، ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب الله تعالى، ولا في عهد عهده إلي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى يدبرنا، يريد بذلك حتى يكون آخرهم، فإن يك محمد قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به: هذا كتاب الله، فاعتصموا به تهتدون لما هدى الله به محمدا صَلى الله عَليه وسَلم ثم إن أبا بكر، رحمه الله، صاحب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وثاني اثنين، وإنه أولى الناس بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك، في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر».
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٧٢١٩).

الصفحة 466